دار شلير للطابعة والنشر - قامشلو

دموع تتكلم

مجموعة شعرية

دموعٌ تتكلَّم

تأليف: نجم عبدالله (علي روج)

شلير للطباعة والنشر قامشلو–  2020

 الكتاب صادر برعاية هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا

عدد الصفحات: 134

اراد الكاتب من خلال المجموعة الشعرية وبكم من الكلمات والأحرف التي ستلتهمها مآسينا، وتفرج الأحزان عن نكساتنا، كلما بدأنا مداولة نقاش، وسبر أغوار النفس؛ المليئة بالانهزامات والانتصارات، لن تستهوينا قصصها ولا الدخول إليها، إلا من الأبواب وأهم هذه الابواب، الشعر وما بالنا في هذا العصر، الذي بدأ العلم يكبر ويتعاظم، ولا يترك للبشر حريَّة التنفس، إلا تحت أنقاض التيه والمتاهات الغامضة عن الإنسانية “وعند قولي هذا؛ لا أرغب في اتهام العلم، لكن أغلب العلماء تضاءل الحس الإنساني في ضمائرهم، فحرفوا العلم عن طريقه”. والشعر باب عظيم، في إغلاقه تنام الثقافة، وفي فتحه تنهمر على الثقافة كل المعاني الجميلة والفنون والأفكار ولاسيما إذا كان الشاعر يحمل بذرة الشعر الحقيقية بداخله، أي المفتاح الذي سيلهم به المجتمعات والحضارات، ويحمل مسؤولية شاعريته، وفي قراءة الشعر، نبحث عن المعنى والصورة، الفكرة والجمال، والشاعر الذي اكتمل فيه العمق التاريخي الحضاري والعمق الفكري الاجتماعي والعمق في التجربة، وتشبع بطبيعة الإنسانية، وجادل لأجلها، سيصل إلى مرتبته الحقة بتسميته شاعر.

لكن؛ هل فكرنا بالشاعر والثورة، أو هل يمكن أن نَصِفَ الشاعر بالثوري، أو الثوري بالشاعر، قد يتنفس الثوري بأنفاس شاعر. لكن؛ لا يمكن أن يتحول إلى عمق الشاعر في الهيام أو يصبح شاعراً، لكن الشاعر يستطيع أن يتحول إلى ثوري، أسرع من كل المناضلين€؛ لأنه يعيش الثورة داخل روحه؛ في حركة ثورية، وللثوار والثورة شعراء بهم تتسق الحروف وتكتمل وهذا للشعراء فقط وليس للذين يلقبون به وهم يجلسون بين الكتب، ويتجملون بالكلمات فحسب، فالمعنى عندهم ميت لا رواء فيه والأفكار ذابلة، لا تترك لنفسها في النفس غير النسيان.

ويدخلها من كل أبوابها الجميلة والقبيحة، ليزجي إلينا من دنياه نفحات من السمو والوجدان والأخلاق والمثل السامية، ونداؤه الوجداني يشبه الطفل الذي يتعجب ويسأل ويسائل عن العالم